حنين إلى الحياة
أنا ...
حين كنا ... حين كانوا .... حين تبسم لى الزمان
حين طاف الكون حولك ... كطواف النسيم حول الشطآن
حين منح الدهر نور.... أوأضاء بك الأكوان
حين وجدت السماء تزخر بالزهور والأغصان
حين رأيت البرق ألوان ليس نوراً ولا نيران
حين سمعت الرعد طربا, نغم يعزف أرق الألحان
حين صار البحر شهد وأُطلِق ورود من البركان
حين أرتمت الشمس يمينا ونست أنها ضوء المكان
حين تنحى البدر جانبا وآثر ان يحل محله إنسان
حين أنحنى الجبل ذوبانا من عشق وحنان
حين بردت النار بين أصابعك فصارت رىٌّ للظمآن
حين أستدارت كل الطيور تهتف بأسمك كالآذان
يدوى صوتك فى صمت الكون كناقوس وصولجان
وأنت فقط ... وفقط أنت.... أمير الزمان
حينها علمت أنى مازلت أحيا فى بنى الإنسان
حينها وحينها فقط ... أدركتُ أنى فى الوجدان
أدركت أنى بين يديك وسكنت أنا فى الأحضان
كطفل سقط شوقاً لآمه بعد أن تاه عنها زمان
كطير وجد عشه فجأة ً بعد أن أجتاحه الطوفان
كضآل فى الصحراء وجد نهراً وهو يحتضر ظمآن
كميتٍ أُعيدَ إلى الحياةِ بعد أن ضمته الأكفان
كشجر أزهر ثانيةً بعد أن حطمه فى الصيف نيران
وجدتُ مائى , تنشقتُ هوائى حين رأتك العينان
أحبك وأنت لى الحياة .. وجودك لقلبى الأمان
دنيتى كلها تنتهى حين تُغمضُ تلك الأجفان
وأنفاسى تتوقف حين تُقصينى عن تلك الأحضان
فهل ترضى لى بموتٍ وبين يديك حياتان
دعنى أحيا بين أنفاسك , فوق صعود صدرك والخفقان
دعنى فإنى معك أنت أشعر أنى حقا إنسان