هي رحلة الحياة ، نعمُرها وتعمرنا ، تأخذ منا وتعطِينا
تؤكد لنا أن البطولة ليست في الاستمتاع بالحياة ، وتحصيل الأهواء وعمار الديار وجني الثمار واستخدام القوة ثم الاستسلام للموت الذي هو قدر على كل مخلوق ..
إنها معنى يخالف هذا!
إن البطولة جهاد !
فإن عشت مرتاحا هانئا لايكدر صفوك شيء فانتبه !
فربما بين جنبيك قلب ميت تلذذ بالهوى السفلي وماارتفع!
إن القلوب السائرة إلى الله لاتهنأ بعيش لأنها تعي استخلافها في الأرض وعيا عميقا دقيقا .. يحتّم قيامها كل حين ..
إنها تقوم ، ليس لأجلها فقط ، إنما لأجل أهل الأرض جميعا !
تقوم فيقوم لقيامها خلقٌ ، ويسمون بسمو أنوارها
تضيء ما ارتحلت بإذن ربها .. تتحمل كل أذى في سبيل آداء الأمانة
تحث خطاها إلى الله مايضرها قلة السالكين ومايقلقها إلا قلة الواصلين
وبين الخوف والرجاء تتقلب ومن لذة الأنس والشوق تستمد القوة وتجدُّ .
إن القلوب السائرة ترى بمنظار المحسنين مشاق الرحلة وتُدرك أن الطريق ليس مفروشا بهواها فتركبه ، ولا محفوفا براحتها فتألف قعودا ..
إنها تبصر في المدى البعيد حياة تنتظرها ، فتعمل من أجلها وترضي ربها وتسجل على الأرض صفحات مذهّبة تختمها بحسن ختام ومجاهدات قامت في قلوب أصحابها فاستحقوا أن يكونوا خلفاء في الأرض ليسوا أبطالها فحسب !