الصحابة
صاحب دار الدعوة
الأرقم بن أبي الأرقم
إنه الصحابي الجليل الأرقم بن أبي الأرقم القرشي المخزومي -رضي الله عنه-وكنيته أبو عبد الله، أحد السابقين إلى الإسلام، قيل إنه سابع من أسلم،وقيل بل عاشر من أسلم. وفي الدار التي كان يمتلكها الأرقم على جبل الصفا،كان النبي ( يجتمع بأصحابه بعيدًا عن أعين المشركين؛ ليعلمهم القرآنوشرائع الإسلام، وفي هذه الدار أسلم كبار الصحابة وأوائل المسلمين، وهاجرالأرقم إلى المدينة، وفيها آخى رسول الله ( بينه وبين
زيد بن سهل -رضي الله عنهما-.
وشهد الأرقم بن أبي الأرقم بدرًا وأحدًا والغزوات كلها، ولم يتخلف عنالجهاد، وأعطاه رسول الله ( دارًا بالمدينة. وروى أن الأرقم -رضي اللهعنه- تجهز يومًا، وأراد الخروج إلى بيت المقدس، فلما فرغ من التجهيزوالإعداد، جاء إلى النبي ( يودعه، فقال له النبي (:
(ما يخرجك يا أبا عبد الله، أحاجة أم تجارة ؟) فقال له الأرقم: يا رسولالله! بأبي أنت وأمى، أني أريد الصلاة في بيت المقدس، فقال له الرسول (:(صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام) فجلسالأرقم، وعاد إلى داره مطيعًا للنبي ( ومنفذًا لأوامره. [الحاكم].
وظل الأرقم يجاهد في سبيل الله، لا يبخل بماله ولا نفسه ولا وقته في سبيلنصرة الإسلام والمسلمين حتى جاءه مرض الموت، ولما أحس -رضي الله عنه- بقربأجله في عهد معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- أوصى بأن يصلي عليه
سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- ثم مات الأرقم وكان سعد غائبًا عن المدينةآنذاك، فأراد مروان بن الحكم أمير المدينة أن يصلي عليه فرفض
عبيد الله بن الأرقم، فقال مروان: أيحبس صاحب رسول الله ( لرجل غائب؟ ورفضابنه عبيد الله بن الأرقم أن يصلي عليه أحد غير سعد بن أبي وقاص، وتبعهبنو مخزوم على ذلك، حتى جاء سعد، وصلى عليه، ودفن بالعقيق سنة (55هـ).