السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
اما بعد
عليك اشرف الصلوات يا اشرف الخلق والمرسلين _محمد نور الهدى وضياء العالم اجمع_
لنتذكر اخواتي واخواني الاعزاء مواقف اخلاقية لرسول الهدى _محمد صلى الله عليه وسلم_ لنقتدي بخلقه العظيم
والذي يعلم شيء لا يبخل على امة الحبيب محمد بالفائدة
ولتكن البداية خلق تواضع الحبيب
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الحبيب المصطفى:"ان الله اوحى الي ان تواضعوا حتى لا يفجر احد على احد ولا يبغى احد على احد"
التواضع: تذلل النفس البشرية لله تعالى وبعدها عن الكبر والغرور والتعالي عن الناس,لقوة ايمانها بالله, وشعورها بجلال عظمته.
لقد كان الرسول الكريم متواضعا وظهر تواضعه في تعامله مع الناس فكان القدوة والاسوة الحسنة لنا لالتزامنا باوامر الله .
فسيرته العطرة مليئة بالمواقف التي تدل على التواضع ومنها:
1- لقد جسد الرسول الكريم هذا الخلق عمليا في اثناء دخوله مكة منتصرا اذ دخل _عليه الصلاة والسلام_متواضعا حانيا رأسه على راحلته حتى كادت لحيته تمس قتب بعيره خشوعا وتواضعا لله تعالى, وقد رقرقت عيناه من الدمع تواضعا وشكرا لله تعالى.
2- من تواضعه _صلى الله عليه وسلم_انه كان يجالس الفقراء والمساكين, قال ابو سعيد الخدري:(جلست في جماعة من ضعفاء المهاجرين,وان بعضهم ليستر بعضا من العري,فجلس الرسول _صلى الله عليه وسلم_وسطنا يعدل بنفسه فينا)
3- من مظاهر تواضع النبي صلى الله عليه وسلم: رحمته بالصبيان وتحيتهم إذا مرّ عليهم، لإشعارهم بكرامتهم، جاء في حديث متفق عليه عن أنس رضي الله عنه: ((أنه مر على صبيان، فسلم عليهم، وقال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله)).
4-وروى البخاري عن أنس أيضاً قال: ((إن كانت الأمة (أي الرقيقة) من إماء المدينة لتأخذ بيد النبي صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت))
5-ومن تواضع النبي صلى الله عليه وسلم: قيامه في منزله بخدمة أهله وبرَّه بهم.
روى البخاري عن الأسود بن يزيد قال: سئلت عائشة رضي الله عنها: ((ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة، خرج إلى الصلاة))
6-والذي يوضح هذا الجانب من تواضعه، ما أخبر به صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، بقوله: ( يا عائشة ! لو شئت لسارت معي جبال الذهب، جاءني مَلَك، فقال: إن ربك يقرأ عليك السلام، ويقول لك: إن شئت نبيًا عبدًا، وإن شئت نبيًا ملكًا، قال: فنظرت إلى جبريل، قال: فأشار إلي، أن ضع نفسك، قال: فقلت: نبيًا عبدًا ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك لا يأكل متكئًا، يقول: آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلس العبد ) رواه الطبراني وغيره. فهو صلى الله عليه وسلم لم يرض لنفسه أن يتصف بغير الوصف الذي وصفه الله به، وهو وصف العبودية، وأنه رسول مبلغ عن الله، وليس له غاية غير ذلك مما يتطلع إليه الناس، ويتسابقون إليه .
7-وقد ثبت أن رجلاً من المسلمين ورجلاً من اليهود سب كل واحد منهما الآخر، فقال المسلم لليهودي: والذي اصطفى محمدًا على العالمين، فقال اليهودي: والذي اصطفى موسى على العالمين، فرفع المسلم يده عند ذلك وضرب اليهودي على وجهه، فذهب اليهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بما حدث، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم المسلم، فسأله عن ذلك، فأخبره بالذي جرى، فطلب النبي صلى الله عليه وسلم من صحابته ألا يفضلوه على أحد من الأنبياء، وأخبرهم عن منـزلة موسى عليه السلام، وأنه يوم القيامة يكون مع النبي ومن أول الذين تنشق عنهم الأرض يوم القيامة. والحديث في الصحيحين .
8-ولم يكن تواضعه عليه الصلاة والسلام صفة له مع صحابته فحسب، بل كان ذلك خُلُقًا أصيلاً، تجلى مع الناس جميعًا. يبين هذا أنه لما جاءه عدي بن حاتم يريد معرفة حقيقة دعوته، دعاه صلى الله عليه وسلم إلى بيته، فألقت إليه الجارية وسادة يجلس عليها، فجعل الوسادة بينه وبين عدي ، وجلس على الأرض. قال عدي : فعرفت أنه ليس بملك .
9-وكان من تواضعه صلى الله عليه وسلم، أنه كان يجلس مع أصحابه كواحد منهم، ولم يكن يجلس مجلسًا يميزه عمن حوله، حتى إن الغريب الذي لا يعرفه، إذا دخل مجلسًا هو فيه، لم يستطع أن يفرق بينه وبين أصحابه، فكان يسأل: أيكم محمد ؟ .
10-ويدل على تواضعه صلى الله عليه وسلم، أنه لم يكن يرد أي هدية تقدم إليه، مهما قلَّ شأنها، ومهما كانت قيمتها، ولم يكن يتكبر على أي طعام يدعى إليه مهما كان بسيطًا، بل يقبل هذا وذاك بكل تواضع، ورحابة صدر، وطلاقة وجه .
11-ومن أبرز مظاهر تواضعه صلى الله عليه وسلم ما نجده في تعامله مع الضعاف من الناس وأصحاب الحاجات؛ كالنساء، والصبيان. فلم يكن يرى عيبًا في نفسه أن يمشي مع العبد، والأرملة، والمسكين، يواسيهم ويساعدهم في قضاء حوائجهم. بل فوق هذا، كان عليه الصلاة والسلام إذا مر على الصبيان والصغار سلم عليهم، وداعبهم بكلمة طيبة، أو لاطفهم بلمسة حانية .
12-ومن صور تواضعه في علاقاته الاجتماعية، أنه صلى الله عليه وسلم، كان إذا سار مع جماعة من أصحابه، سار خلفهم، حتى لا يتأخر عنه أحد، ولكي يكون الجميع تحت نظره ورعايته، فيحمل الضعيف على دابته، ويساعد صاحب الحاجة في قضاء حاجته .
ربي ما هذا الا نبي عظيم
وحبيب كريم
المصطفى عن العالمين
والله انك لرسول عظيم
عليك اشرف واعطر الصلوات يا منقذنا من الهلاك ومخرجنا من الظلام الى النور والهدى يا حبيبي يا رسول الهدى